وصف المدون

إعلان الرئيسية

 


في سياق الحالة الراهنة
" واقع ومآلآت "

الكاتب والباحث/ عبد المنعم إبراهيم

 

محاور المقال 


* هل تخشى إسرائيل وحليفتها امريكا من الانتخابات الفلسطينية, ولماذا ؟
* هل حقاً تخشى إسرائيل من فوز حماس,أم أنها فلسفة الذرائع المعهودة ؟
* هل تعدد القوائم  ظاهرة صحية في الحالة الفلسطينية ؟
* هل تعدد التمثيل يصب في مصلحة القضية الفلسطينية ؟
* هل يجوز إجراء الانتخابات بدون ( القدس ) ؟
* دلالات الإنفاق الإماراتي ( المهول)  لمحمد دحلان .
* تحالف البرغوثي - القدوة ,,, معطيات ومآلآت .
* مستقبل وحظوظ  قائمة حركة فتح  القادمة .


بداية: لا بد من الإشارة الى أن القضية الفلسطينية تمر فعلياً في هذه الأيام بمنعطف خطير, ليس فيما يتعلق بالعلاقة مع الجانب الإسرائيلي, والعملية السياسية فحسب, بل وبالتمثيل الفلسطيني, ( الرمزية),ليس محلياً فقط, بل عربياً ودولياً, مع العلم بأن هذه الحالة ليست بجديدة على واقعنا الفلسطيني,  فقد مرت هذه العاصفة بالقضية والتمثيل في سنوات مضت, ولكن أصحابها, ومن تبنوها قد أدركوا لاحقاً بأنها مسألة ليست بالهينة, ولا بالممكنة, وهناك اعترافات صريحة جاءت على السنة من سعوا لذلك, بأنهم أخطأوا التقديرات.


في هذا السياق يمكن القول بأن الخطورة التي جاءت بها هذه الحالة, بأنها تترافق مع مسارين  مهمين للقضية, الأول: البعد القانوني, الذي يترافق مع سعي القيادة الفلسطينية  لتفعيل ملف المحاسبة  القضائية, في محكمة الجنايات الدولية, على جرائم الحرب التي أرتكبها قيادات  وجنرالات إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية, والثاني: البعد الوطني (الانتخابات ), التي تم التوافق عليها من الكل الفلسطيني, سعياً لتجديد الشرعيات , ولملمة البيت الفلسطيني, لتقوية الجبهة الفلسطينية الداخلية, وتقوية  وتوحيد النظام السياسي الفلسطيني, حيث أن ما حدث في المحيط الإقليمية والدولي من متغيرات  يحتم على القيادة الفلسطينية إجراء ذلك, لكي لا نبقى كفلسطينيين خارج دائرة الفعل  والمتغيرات الإقليمية والدولية .


ففي خضم التحضير للعملية الانتخابية, برزت التناقضات الفلسطينية , لتكشف معها عناصر عبث العابثين , وأدوات  التدخل الخارجية, المرتبطة ببعض الأنظمة, ومندوبيها على الساحة الفلسطينية, للعب في مسار هذه العملية, سعياً لفرض أجندات وشخوص, باستخدام بقايا أموال ومساعدات لشراء الذمم, وبالمقابل ظهرت النوايا الامريكية والاسرائيلية في التدخل في الشأن الفلسطيني,,, الجميع يسعى لاستخدام الورقة الفلسطينية, كل حسب أهوائه ومصالحة.


المحور الأول


 السؤال حول خشية إسرائيل  وحليفتها امريكا من الانتخابات الفلسطينية, فهل حقا هناك خشية, ومما هي؟

* ما من شك في أن الحليفين المذكورين يخشيان فعلياً من إجراء هذه الانتخابات, فالانتخابات الفلسطينية تشكل لهم مصدر إزعاج, على أكثر من جهة, ليس لأنها تهدد كيان ووجود أمريكا وإسرائيل, بل لأن الانتخابات تعني, ترتيب البيت الفلسطيني, وإنهاء الانقسام, وإعادة اللحمة ( الجغرافية والسياسية), وتقوية جبهة الفلسطينيين الشعبية والفصائلية, وهذا ما لا يرغب فيه الحلفين( الامريكي – الإسرائيلي), نعم, فإسرائيل منذ 14 عام وهي تحافظ  على الوضع الفلسطيني المتشظي, وتدعم الانقسام بكل السبل والوسائل, لتريح نفسها من أي استحقاقات, تتعلق بالقضية والحقوق الفلسطينية , واستخدام ذلك كذريعة للتملص من هذه الالتزامات,  فضلاً عن كون الانتخابات الفلسطينية ستفضي الى تقوية وتمتين النظام السياسي الفلسطيني, سيما وأن الفلسطينيين إذا ما حدثت الانتخابات, وأفرزت مجلس وحكومة جديدتين, ستقوي موقفهم, الدبلوماسي والسياسي, في جميع المحافل الدولية, ما سيترتب عليه مطالبات من المجتمع الدولي, الذي يدعم هذه الانتخابات,  بالعديد من الالتزامات والاستحقاقات السياسية, نحو القضية الفلسطينية, فضلا عن مشوار المقاضاة القضائية لحكام  وجنرالات إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية, والتي باعتقادي ستكون على رأس اولويات  القيادة الفلسطينية, والحكومة الجديدة, حال الانتهاء من التشكيل الحكومي, مع الإشارة الى أن ملفات المقاضاة والمتابعة في محكمة الجنايات  مودعه , وسائرة منذ فتره.


المحور الثاني 

هل خشية إسرائيل من فوز حماس في محلها , أم أنها ذرائع تتحجج بها لمنع الانتخابات  ؟!


 ادعاء الجانبان الأمريكي والاسرائيلي بأنهما يخشيان من  فوز حركة حماس, هي ادعاءات باطله, وليس لها أساس من الصحة والمصداقية, لا من ناحية حقيقة امكانية الفوز, ولا من ناحية ما يشاع بأنها مصدر تهديد, فحماس بحسب المعطيات لن تحقق النسبة التي حققتها في العام2006, وذلك يعود لعدة عوامل , لن أتطرق لها, فالجميع يعلمها, فحماس بحسب  تقديري لا تمثل بالنسبة لكليهما أي خطر, لا في الوقت الراهن, ولا حتى لاحقاً, والمدقق في الحالة, والمطلع على المعطيات على الأرض, يرى بأن حركة حماس التي تحكم قطاع غزة منذ أكثر من 14 عام , وبالرغم من كل إجراءات الضغط والحصار سعت وما زالت تسعى لعدم وصول حالة الاشتباك  لمستويات يصعب معها السيطرة, ذلك للحفاظ  على كيانها ومنظومتها, فهي حتى في اوقات الصدامات التي حدثت في الاعوام 2008-2009, 2012, و2014 , حافظت على نسبة ما من الدفاع عن النفس, مع الاحتفاظ على نظام أمني صارم, يكفل لها ( البقاء) متماسكة وحيه, تحكمت من خلاله بكل القوى والفصائل, حيث أخضعتها جميعا لسياسة الحفاظ على الوضع الراهن,( منع تدهور الحالة), ولنا أن نتذكر كم من جنرال إسرائيلي صرح في غير مره عن حجم الهدوء والأمن على جبهة غزة, عبر اعوام مضت, فضلا عن كون حماس عقدت هدن وجددتها اكثر من مره مع الجانب الاسرائيلي, عقب كل محطة, سواء جاء ذلك بشكل تصريحات إعلامية, ام عبر وسيط, حتى أنه احيانا تواجهت حماس مع بعض المجموعات المسلحة التي حاولت التفلت من التوافقات ( الهدن).


إذاً ما حقيقة هذه المخاوف المعلنة؟


الحقيقة أن الحكومة الإسرائيلية, يسعدها كثيرا بقاء الانقسام الفلسطيني, كما أشرت سابقاً, وهي تسعى على الدوام الى بقاء هذا الحال, على ما هو عليه, وتغذيته بكل السبل, وقد جاء الحديث عن الانتخابات الفلسطينية, والتوافق الذي حدث مع القيادة الفلسطينية حول إجراءات إتمامها, قد جاءت لتحطم آمال إسرائيل ببقاء الانقسام, من هنا برزت الأحاديث والتصريحات الإسرائيلية  حول الخشية من فوز حماس, بهدف عرقلة هذه الانتخابات, ومن أجل  سحب البساط من تحت أقدام الكل الفلسطيني, الساعي للوحدة .


المحور الثالث 

( تعدد القوائم   )


حديث البعض عن ظاهرة ( تعدد القوائم) الانتخابية, بانها ظاهرة صحية في الحالة الفلسطينية ,  فهذا يعني  إحدى أمرين, إما انه تضليل للرأي العام, وإما أنه غباء قراءات سياسية, فإن كان الاحتمال الاول , فهذا يعني أن من ينادون بذلك, يهدفون الى تشتيت الأصوات, سيما وأنه كلما زادت عدد القوائم, كلما تشتت  وتفرقت الأصوات ما بين القوائم, ولا ندري لمصلحة من هذا التشتيت يأتي؟!, سيما وأن اغلب هذه القوائم لن تحقق نسبة الحسم, وان الأصوات ستذهب هدراً, ولن يستفيد منها أحد .


وفي هذا السياق اود ان اوجه تساؤلات  للبعض , لمصلحة من محاولات إسقاط حركة فتح , وإخراجها من دائرة القوة والفعل؟! هل لمصلحة حركة حماس , لإعادة إنتاج نفس التجربة (14) عام من التفرد, أم لمصلحة فريق دحلان-المدعوم إماراتيا ,ام لمصلحة (المنشقين) عن فتح مؤخراً, لمصلحة من ؟!!!,أما إذا كان الاحتمال الثاني: " غباء قراءة سياسية" هنا نذكر المنادين بتعدد القوائم بأن ما حدث في انتخابات 2006 كان على هذه الشاكلة, وقد أدت الى إضعاف الحركة, ونتج عن ذلك ما نتج فيما تلى ذلك من انقسام وضياع .حيث لا حماس التي فازت استطاعت أن تحقق أي اختراق سياسي دولي ولا اقليمي, ولا من تقدموا للترشح كمستقلين قدموا شيء للشعب وللقضية.


* تعدد القوائم حالة لا تجوز صياغتها في الواقع الفلسطيني, فهي تسبب الشرذمة والتناحر , وتضعف الجبهة الداخلية, وتضعف النظام السياسي الفلسطيني فقط .


 المحور الرابع 

 ( تعدد التمثيل )


هل يصب في مصلحة القضية الفلسطينية ؟

بدون مقدمات ولا مجاملات, مسألة التعدد في هذا الجانب مرفوض من وجهة نظري, تماما كما تعدد القوائم مرفوض, وهذا ليس انتقاصا من حق الأخرين في التمثيل, ولكن في واقعنا الفلسطيني, كثرة القوائم, وكثرة الممثلين لا يعني سوى التزاحم على المناصب فقط , فبفرضيات فوز المتزاحمين على المناصب, هل سيخلقون واقعا سياسيا جديدا, وهل سيقدمون شكلا جديدا من أشكال الحراك الدبلوماسي والسياسي الفلسطيني, وهل سيفعلون أكثر مما فعلته القيادة السياسية الفلسطينية, حتما لا, فبمراجعة المشوار الدبلوماسي والسياسي للقيادة الفلسطينية , نجد بأن القيادة وصلت اعلى هيئات الامم الدولية( مجلس الأمن) وقد اودعت الأوراق التي تثبت الحقوق الفلسطينية هناك, فضلا عن كونها أوصلت الرواية الفلسطينية  الى أقاصي ارجاء الأرض, فالي أين ابعد من ذلك يمكن ان يصل المتزاحمون على مواقع القيادة ؟!!! .


المحور الخامس 

الانتخابات بدون ( القدس ) !


ماذا تعني القدس للشعب الفلسطيني, وللقضية, وهل يجوز الشروع في انتخابات عامة دون أن ينال المقدسيين نصيبهم من التمثيل ؟


القدس ليست مجرد كلمة من خمسة أحرف, نقرأها, ونرددها, بل هي عنوان كبير يتخطى حدود الجغرافيا والديمغرافيا, إنها تراث, وتاريخ, وحضارة شعب, إنها مركز السيادة الفلسطينية, وعاصمة الدولة, إنها قبلة المسلمين قبل الفلسطينيين, ومعراج نبي الأمة , محمد صلى الله عليه وسلم, فإسرائيل منذ ان احتلتها في العام 1967 وهي تحاول تهويدها من كل معالم السيادة الفلسطينية , وتحاول تدمير كل ركن من أركان  تراث الفلسطينيين  وحضارتهم التاريخية والدينية والسياسية فيها, والفلسطينيين من جهتهم يحاولون بكل طاقاتهم وجهودهم التمسك بهذا الارث وهذه الحضارة, وهذا التاريخ , فهل يجوز في ظل هذا الصراع القائم القول بأنه ممكن إجراء انتخابات بدون القدس, او حتى البحث عن بدائل هنا وهناك لا جراؤها ؟!.


أعتقد أن لا خيار أمام الفلسطينيين سوى التمسك بهذا الحق, والاستمرار في محاولات انتزاعه,  فالتنازل عنه يعني التنازل عن وثيقة  سياسية وتاريخية ودينية مهمة وطنيا واقليميا ودوليا,  فإن صعب تحقيقها في الوقت الراهن , أي ( الانتخابات) فهذا  لا يعني الوقوع في شرك الاندفاع العاطفي  نحو اجراؤها  باي شكل, سيما وأن ذلك سينتقص من قيمتها, وسيخرجها من معادلة الصراع  القائم  .


 المحور السادس

 دلالات الإنفاق الإماراتي ( المهول)  لمحمد دحلان 


بدون إطالة في هذا الجانب , فدولة الإمارات سقطت عن عرشها العروبي يوم أن تبنت مبدأ التدخل في  الشأن الفلسطيني, ومحاولاتها البحث عن موطئ قدم على الأرض الفلسطينية, وذلك بطرق مخالفة للمواثيق والأعراف الدولية, فكيف لنا أن نفهم الدعم المادي المهول الذي تقدمة للمفصول من حركة فتح ( محمد دحلان ), المتهم بقضايا فساد, ومطلوب للعدالة, ماذا يعني محاولات زعماء الإمارات فرض  دحلان في النظام السياسي الفلسطيني ,  بعد أن كان سبباً في انهيار المؤسسة الفلسطينية في قطاع غزة, وسقوطها في ايدي حركة حماس, ما تسبب في 14 عام من الضياع والتراجع, للقضية الفلسطينية, من الواضح بأن الإمارات التي احتضنت دحلان , وتنفق عليه أكثر ما تنفق على دول , تسعى بذلك تنفيذ اجندة متعددة الاهداف, أهمها إسقاط  رأس الهرم السياسي الفلسطيني, السيد الرئيس محمود عباس,  وفرض دحلان محلة, بعد أن عجزت إسرائيل وحليفتها أمريكا في فعل هذا.


لقد وجد حكام الإمارات في الانتخابات الفلسطينية فرصة لدعم دحلان للسير في هذا الاتجاه, اعتقادا منها ومنه , بداية مشوار التسلل للنظام السياسي والرئاسي الفلسطيني يبدأ من  البرلمان, فلذلك جاء هذا الإنفاق المقدم , ليتم من خلاله شراء الذمم والأصوات , التي باعتقادهم بأنها ستوصله للمجلس التشريعي , ليكون التربة الخصبة للدخول للرئاسة !!!.


 المحور السابع 

 (تحالف البرغوثي – القدوة)


لا يستطيع أحد ان ينكر  الدور والمكانة التي مثلها كل من ناصر القدوة ومروان البرغوثي, على الساحة الفلسطينية, فكلاهما كانا عضوين بارزين في اللجنة المركزية لحركة فتح, فضلاً عن أن أحدهما سياسي, وتقلد مناصب رفيعة في هذا المجال, والآخر مناضل وثوري  يشهد له الجميع بذلك, ولكن الغريب في الأمر أن كلاهما خرجا عن الإجماع الذي نصت عليه قوانين ولوائح حركة فتح الداخلية, وذهبا بعيدا بمحاولات كلاهما فرض رؤيتهما على مركزية الحركة, وقيادة السلطة, وقد توهما بأنهما قد يصنعا شيئاً مختلفاً عما هو قائم في معادلة الصراع, مع العلم بأن كلاهما اعطيا فرص للعدول عن غيهما وتوهانهما, الا أنهما أصرا على أن يبقيا على ذلك, ليشكلا فريقا وتحالفاً نقيضاً للحركة , في مرحلة حساسة, وهما يعلمان بأن ذلك يضر بالحركة والحالة برمتها, ويشتتها, ويضعفها, الا أنه وبرغم ذلك فقد تجاهلا بأن فعلهم هذا وبرغم ضرره سيلحق بهم الضرر  , كما لحق  بمن سبقهم حين توهموا بأنهم قادرون على يفرضوا أنفسهم ,أو أن يصنعوا حالة رديفة للحركة الأم.


المحور الثامن

 (مستقبل وحظوظ  قائمة حركة فتح  القادمة )


لا شك بان جملة العواصف التي مرت بها حركة فتح منذ العام2006 , وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة, لمدة 14 عام, وقضية فصل محمد دحلان والقدوة من الحركة , والضغوطات التي تعرضت لها الحركة وقيادتها من الجانب الإسرائيلي, وخروج  مروان البرغوث عن الإجماع , وتشكيله لقائمة خارج إطار الحركة , في مرحلة حساسة ومفصلية, قد أضر بمستقبل حركة فتح, وبموقعها ومكانتها الجماهيرية, الا ان هذا الضرر لن يبلغ مبلغة , فحركة فتح بفكرها ومبادئها, وبمنهجها الوطني والتنظيمي, وبشواهد تاريخها الكفاحي والنضالي, لا يمكن هزيمتها أمام هذه التيارات العابرة, والتاريخ شاهد على ذلك, وستبقى قوية, صامدة, ممسكة بزمام المبادرة والقيادة, وإن نال منها ما نال من سهام الغدر, والمؤامرات, وإن حصلت الانتخابات فعلياً, فسيشهد الجميع هذه المرة كيف أن الحركة ستنهض من جديد كطائر الفينيق, لتثبت للقاصي والداني بأنها لم ولن تهزم,,, وسيشهد الجميع نداءات  استسماح من جنحوا .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

   

   

ليست هناك تعليقات

رأيكم مهم وهو دعم منكم لنا

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button