لماذا الإعتراف بدولة فلسطين وماذا يعني ذلك؟
في بثٍ حيٍ ومباشرٍ وعلى مرأى ومسمع العالم، وفي ظل الجهود التي تقودها القيادة الفلسطينية وسفراء فلسطين على رأسها الرئيس محمود عباس حملات سياسية ودبلوماسية،وعلى وقع جملة التطورات التي حدثت على الساحة الدولية في الآونة الأخير على المستويين(الرسمي والشعبي) إبتداءاً من تزايد التنديد بممارسات الكيان الصهيوني، ورفضاً لأفعاله البشعة في الأراضي المحتلة، وتجاوزاته للقانون الدولي ولقوانين حقوق الانسان،يعلن قادة العالم أن فلسطين كقضية سياسية ما زالت قائمة، وأن شعبها يستحق الحياة، بعدما كان بعض قادة هذه الدول بالأمس القريب ناكرين للحقوق السياسية لهذا الشعب, معلنين صراحة أنه يوم لإحقاق الحقوق ,وللتكفير عن الذنوب السابقة .. ما عكس الصورة التي سعى الكيان الصهيوني ترسيخها دولياً للتعاطف معه، إعتماداً على روياته المضللة، في مقابل ترسيخ صورة مسيئة ومشوهة عن الفلسطينيين.
-إنقلب السحر على الساحر .. وتغير المشهد لصالح فلسطين سياسياً وقانونياً.
لقد كان يوماً فارقاً في تاريخ القضية الفلسطينية-أضيفت فيه نقطة داعمه لصالح الحق الفلسطيني السياسي, ونصرةً للسردية والمظلومية الفلسطينية، في مقابل كشف عورة سردية المحتل الصهيوني التي هيمنت على العالم لعقود, بحيث لم تعد تحتل السردية الكاذبة المضللة مكاناً ولم يعد العالم يثق بها كثيراً, ذلك لأن شواهد الواقع على الأرض أثبت زيفها .
جملة المواقف التي شكلت الحالة الجديدة.
1- تحول مواقف بعض الدول ذات الوزن والتأثير - التي كانت يوماً ما داعمة للكيان الصهيوني في كل ما يفعله مثل " بريطانيا وفرنسا".
2- الضغوطات المتزايدة على ترامب من مجتمعه الامريكي, وبدء الململة ضد مواقف الكيان داخل أروقة البيت الأبيض والكونجرس.
3-قصف الكيان الصهيوني لجماعة حماس داخل قطر.
4- ابرام السعودية إتفاق دفاع مشترك مع الباكستان (النووية) الذي جاء عقب الهجوم على قطر.
5- المناورات العسكرية بين مصر وتركيا.
6- المظاهرات المليونية العالمية, والتي ملأت الشوارع ضد الابادة والحرب في غزة ,
- ماذا يعني موجة الإعترافات الأخيرة؟
"سؤال يجول في خاطر الجميع"
لقد جاء إقرار كل من كندا وأستراليا ولكسنبورغ، وسيدتا الدول الأوروبية "فرنسا والمملكة المتحدة" من خلال موجة الإعترافات الأخيرة بدولة فلسطين ليجسد ويؤكد إلتزام هذه الدول تجاه القضية الفلسطينية , مما يدعم ويعزز مكانة الدولة الفلسطينية السياسيى والقانوني, ويؤسس لقبول العالم عضويتها الدائمة لاحقاً , ويمهد الطريق أمام قبول فلسطين في مزيد من المعاهدات الدولية, ويمنحها عقد إتفاقات تجارية دولية ستفتح الأبواب لها كدولة وللفلسطينيين كشعب للخروج من النفق المظلم الذي إستمر عقود, فضلا عن أن الإعترافات ستسهم في رفع مكانة فلسطين القانونية ويؤسس لمنحها يوماً ما العضوية الكاملة في الأمم المتحدة, مع الاخذ بعين الإعتبار الفيتو الامريكي الذي سيكون سبباً وعائقاً إذا ما ‘ستمرت الإدارة الامريكية في تحيزها وجبروتها .
"ردود الفعل الفلسطينية والإسرائيلية"
- لقد أثار قرار بعض الدول الغربية الاعتراف بدولة فلسطينية موجة واسعة من ردود الفعل المتباينة فلسطينياً وإسرائيلياً, سواء على المستوى السياسي أو الشعبي, ففي الوقت الذي إعتبره مسؤولون فلسطينيون خطوة مهمة على الصعيد القانوني, والسياسي يجب إستثمارها من خلال خطة محكمة وواضحة، في المقابل وصف محللون إسرائيليون القرارات بأنها تحرك "يهدد أمن إسرائيل ويعزز التطرف!. وعلى الصعيد الشعبي الإسرائيلي فقد أعرب الإسرائيليين عن غضبهم حيال الاعتراف بالدولة الفلسطينية, وأبدوا مواقف أكثر تشدداً نحو رفض أي تسوية مع الفلسطينيين.
أخيراً:
اللافت أن موجة الإعترافات الأخيرة وكأنها رسالة من الدول التي إرتهنت سياساتها بالقرار الأمريكي عقود طويلة بأن المنظومة الغربية ما عادت تسير خلف قرارارات الرئيس الامريكي " دولند ترامب" الذي وضع نفسه وواشنطن في عزلة, هذا المشهد الدرامتيكي الذي احدثتة موجة الإعترافات دفعت الرئيس ترامب نحو الإتفاف على قرارات المجتمعين في الامم المتحدة وذلك للخروج من هذا المأزق, فلجأ الى عقد إجتماع مع روأساء الدول العربية والإسلامية على هامش اجتماع "الأمم المتحدة" ليعرض عليهم خطتة لوقف الحرب في قطاع غزة, والتي سأتي عليها تفصيلاً في المقال الذي يليه.
تابعنا على هذه الصفحات

رأيكم مهم وهو دعم منكم لنا