وصف المدون

إعلان الرئيسية

 


"إسرائيل توسع دائرة الإشتباك والنار؟! "


الكاتب والباحث/ عبد المنعم إبراهيم

بعيدا عن كون محاولة الاغتيال التي تعرضت لها قيادات حركة حماس ووفدها المفاوض في دولة قطر قد فشلت أم نجحت، ستفضي لهدنة ووقف للحرب في غزة أم لم تُفضي فإسرائيل بهذه العملية لن أقول كما يقول البعض قد تجاوزت الخطوط الحمراء في التعامل حتى مع الحلفاء والأصدقاء(الدولة)، وهنا أقصد دولة قطر ، فضلاً عن كون عملية الإغتيال أو محاولتها كما يحلو للبعض تسميتها قد جاءت في الوقت الذي كانت قيادة حركة حماس تناقش مقترح الهدنة وعملية تبادل الأسرى المقدم من الرئيس الأمريكي ترامب مؤخراً _ لا_فهي: أي حكومة نتنياهو أساساً متجاوزة لكل الخطوط منذ سنين مضن ويزيد، ولا تضع أي إعتبارات إلا لما تراه في مصلحتها فقط، مثل هذه الممارسات ليست بجديدة، فحرب غزة بما حوت من جرائم وإبادة وتطهير وترحيل شاهدة على ذلك.


اللافت في الأمر أن الكيان الصهيوني لم يكتفي بما يفعله في غزة في قطاع غزة أعقاب أحداث السابع من أكتوبر بل إنتقل الى مرحلة جديدة تتسم بتوسيع رقعة النار لتشمل دولة عربية مجاورة أو في الإقليم، ولكن الغريب في الأمر تجرؤ الكيان الصهيوني على المساس بأمن وكرامة دولة تقيم علاقات متينه معها، دولة وسيطة وراعية لمحادثات وقف اطلاق النار، دولة كا ن لها دور بارز في تمرير الأموال لحركة حماس وذلك بطبيعة الحال بأمر وموافقة الكيان ذاته، فضلاً عن وجود أكبر قاعدة عسكرية أمريكية على أراضي هذه الدولة من المفترض أن يكون تواجدها يشكل حماية لها.


إن هذا الحدث يفتح باب التساؤلات حول فرضية وإحتمالية جراءة الكيان الصهيوني على التطاول على دول أخرى منها ما تقيم علاقات وسلام معها .


من الواضح أن حكومة إسرائيل لا تقيم وزناً لذلك، فقد وسعت دائرتها الهجومية وزادت من العمق الجغرافي لمثل هذه العمليات، فقد إخترقت فيما سبق العديد من الأجواء العربية والإسلامية حتى وصلت الى حدود السودان، وقامت بضرب العمق العراقي إبان عهد صدام حسين (النووي العراقي) وضربت العمق السوري، واليمني، وكان لها دور كبير في إسقاط منظومات الدول خلال ما عُرف ب(الربيع العربي)، وقامت بإختراق العمق الأردني (محاولة إغتيال مشعل)، لقد ضربت العديد من المرات في العمق اللبناني_ضربت في العمق الإيراني عدة مرات_ أبرزها (إغتيال هنية)، والمساس بالمفاعلات النووية الإيرانية، ضربت في العمق التونسي_ حمامات الشط ١٩٨٥ عندما (محاولة إغتيال ياسر عرفات وقيادة م_ت_ف)، وتونس مرة أخرى (إغتيال "الزواري)" ديسمبر ٢٠١٦، وضربت وضربت هنا وهناك، ولن تكون حسب إعتقادي دولة قطر أخر الدول التي ستخترقها طائرات الكيان الصهيوني الحربية..!، فإسرائيل سواء في عهد نتنياهو أم بعده سوف تمارس هذه الأفعال في المستقبل في بلدان أخرى حتى تلك التي تقيم معها علاقات وإتفاقيات سلام (نعم أقولها ستفعل ذلك في المستقبل) فقد جاء حديث رئيس وزراء إسرائيل"نتنياهو" بالإشارات الصريحة نحو"مصر والأردن" ذلك إذا لزم الأمر (حسب قوله).


الغريب في الأمر أن لهجة نتنياهو كانت بهذا الخصوص لهجة تحدي ووعيد وعدم إكتراث للمآلات! وهذا الأمر سيشكل حالة شديدة التعقيد فيما يخص إتفاقيات السلام المبرمة بين الأطراف(كامب ديفد_ وادي عربة)، وقد تُفضي هذه الحالة الى وضع صدامي خطيرة بين الأطراف سيما المصري الذي يقف على أهبة الإستعداد لكل الإحتمالات والسيناريوهات، مع التأكيد على أن التعامل مع الدولة المصرية جيشاً وقيادة ليس بالسهولة التي يعتقدها الإسرائيليين، فالقيادة المصرية قيادة شديدة الحكمة، وتتحلى بالشجاعة الكافية ما يؤأهلها للتعامل مع مثل هذه الحالات بما يحمي بلادها ويحقق مصالحها، ولن تقبل بأي عملية إختراق لسيادتها وأمنها القومي من قبل إسرائيل، ومستعدة لصد ذلك إستعداداً قوياً، وجيشها قوي جداً ومتماسك ويملك من القوة والعتاد ما يُأهله للتعامل وصد مثل هذه المحاولات إذا ما حصلت، وسيوقع بالمعتدي الخسائر الكبيرة، هذه الحالة الصدامية إذا ما إشتعلت شرارتها لا سمح الله فجميع أبواب الإحتمالات مشرعة، فقد تصل لقطع العلاقات، وقد تصل لتعطيل إتفاقية السلام وتجميدها .


إسرائيل بتعديها على السيادة القطرية وتجاوزها للعلاقات مع الدوحة كدولة صديقة لها ولأمريكا ينبىء بأن أمر ما يُعدُ له في المنطقة برمتها سيحدث في المدى المنظور أو المتوسط، قد يكون له علاقة بإعادة تشكيل الخارطة الجيوسياسية للشرق الأوسط (سايكس بيكو جديد)التي تعمل عليها إسرائيل منذ عقود بما يخدم مصالحها ويعزز نفوذها وتفردها وهذا بطبيعة الحال بمباركة أمريكية لا تقبل التأويل، ذلك من خلال معادلة إشتباك مستقبلية يعمل قادة الكيان الغاصب وبمباركة أمريكية على تجسيدها إتكاءً على نظرية "الفوضى الخلاقة" التي تطرقت لها كوندليزا رايس يوما ما فيما مضى من جهة، وخطة "صفقة القرن" التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي ترامب في ولايته الأولى من جهة أخرى، وهذا يأتي إحياء لفكرة(إسرائيل الكبرى)، وتجسيداً وتوطئة لفرضها .

أكاد أُجزم أن حكومة الإحتلال سائرة بهذا الإتجاه شيئاً فشيئا وبشكل تدريجي كي تُسقط مفهوم القلاع الحصينه للعرب دول وتنظيمات وأحزاب مقاومة كذلك، كما عملت مع حليفتها الإدارة الأمريكية على إسقاط نظام صدام ونظام الأسد وعبد الله صالح والقذافي ، وقد جاء ضرب محور ما يسمى "الممانعة" عقب هجوم السابع من أكتوبر التي كانت حركة حماس والحركات الأخرى تتكىء عليه وتحتمي به في هذا الإتجاه.


_ لم يكن حدث السابع من أكتوبر سبباً في توجيه إسرائيل ضربة قاسمة للمقاومة فقط، بل أعطتها الذريعة لضرب المشروع السياسي الفلسطيني، وعطلت مفهوم الدولة الفلسطينية المستقلة، وهناك محاولات إسرائيلية لخلق بيئة مشابهة في الضفة الغربية للقضاء على الحلم الفلسطيني برمته، فهل يعي الإسلام السياسي هذه الحقيقة وهذه المخاطر المحدقة؟ نتمنى ذلك.


أخيراً:

أرى أن على حماس إدراك أن حالة الاستنزاف اللتي مارستها حكومة نتنياهو ضدها وضد الشعب الفلسطيني في القطاع من قتل وتدمير وحصار وتجويع على مدار عامين فضلاً عما أصابها وأصاب محور ما يسمى بمحور المQاوMة بعد الضربات التي تلقتها، وما أصاب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطين جراء ما يحدث إذا ما أرادت وقف هذه المقتلة أنه لا مجال أمامها سوى خيار تسليم مقاليد الحكم لقيادة م ت ف، والانسحاب من المشهد بهدء، وأن تقوم ضمن صفقة ما بتسليم الأسرى الاسرائيليين الى الصليب الاحمر بحضور وشهادة الوسطاء.. فإن حكومة نتنياهو التي تتذرع بالأسرى لن يبقى لها أمام هذه الخطوات حجج ومبررات لإستمرار الحرب والحصار، ولن تجد لها نصير دولي بعد ذلك، بل سيتصدى العالم لها إذا فكرت بالإستمرار في الحرب وسيمارس عليها عقوبات كبيرة ومؤثرة إذا ما إستمرت بذلك.

ليست هناك تعليقات

رأيكم مهم وهو دعم منكم لنا

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button