قمة قطر وزيارة "روبيو"
(كيف قضي اليوم؟)
من الواضح أن زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركي "ماركو روبيو" الى إسرائيل في التوقيت الذي تنعقد فيه القمة العربية_ الإسلامية في العاصمة القطرية"الدوحة" لهو أمر ليس عرضي ولا من قبيل المصادفة، بل زيارة جاءت مقصودة ومُعد لها من قبل الإدارة الأمريكية بعناية، حيث تحمل هذه الزيارة في مضمونها وطياتها رسالة تحدي واضحة من قبل إدارة ترامب للمجتمعين في قطر أن إدارته تقف خلف حكومة نتنياهو بكل قوة، كما وتحمل إعلاناً صريحاً للدعم والمساندة الكاملين لهذه الحكومه بما تحويه من أقوال وأفعال.
مما لا شك فيه أن هذه الزيارة تعبر عن مدى وقوف إدارة ترامب كحامية وراعية لكل سياسات الحكومة الإسرائيلية، ولِما ترتكبه من أفعال رغم بلوغها الدموية والإجرام بحق الفلسطينيبن على وجه الخصوص، وفي المنطقة بشكل عام ، في نفس الوقت هذه الزيارة تعبيراً صريحاً داعماً للموقف الإسرائيلي عقب الهجوم على الدوحة وضد أي قرارات قد تتخذها القمة سواء فيما يخص هجوم الدوحة أو العدوان على غزة، وقد تجلى ذلك في تعهد رئيس الخارجية الأمريكي "روبيو" خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الكيان "نتنياهو" وذلك من خلال القول بأن الولايات المتحدة تقدم لإسرائيل دعمها الثابت لتحقيق أهدافها في غزة، في رسالة واضحة مفادها أنه حتى بيانات الإدانة والشجب والإستنكار لا تساوي شيئاً، ولا تغير شيء من الواقع والمشهد الذي ترسمه حكومة نتنياهو وترعاه الإدارة الأمريكية.
_الجميع كان يأمل أن تتخذ القمة قرارات حاسمة ورادعة للجرائم التي ترتكبها حكومة نتنياهو في فلسطين، ووضع حدٍ لهذه الحكومة، ولكن مع كل أسف قد جاءت معظم فقرات البيان الختامي كعادتهم ببيانات الشجب والإستنكار، فضلاً عن إحالة كل ما ممكن فعلة الى المجتمع الدولي بعيداً أي لفظ فيه إلزام أو تهديد فعلي لاسرائيل كالتلويح بسحب السفراء وطرد سفراء الكيان على أقل تقدير، أو حتى إشارات لقطع علاقات ولو كانت حتى تجارية .
فقد أكتفت القمة كعادة القمم السابقة بتجدد الإدانة والتأكيد على أن الإعتداءات لم تكن إلا دليلا على نوايا الاحتلال في نسف جهود السلام.. (الله أكبر ولله الحمد).
_انتهت زيارة "روبيو"، وإنتهت القمة ولكن مأساة ووجع أهل فلسطين لم تنتهي، وبقي شعب يباد، ومنازل ومباني تدمر، وأبرياء يقضون تحت الأنقاض، إنتهى اليوم ولم تنتهي أصوات الإنفجارات، إنتهى اليوم وبقي النزوح والتهجير القسري، وبقي التشريد والجوع والوجع والألم، ولم يبقى لهذا الشعب المكلوم إلا الله.
رأيكم مهم وهو دعم منكم لنا