ﻭﻳﺮﻭﻥ ﺟﻬﻼ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻋﺔ *** ﻓﺘﺜﻮﺭ ﺛﻮﺭﺗﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﻗﺪﻣﺎ.
كل عام وبالتوازي مع إحتفالات المولد النبوي يطل علينا البعض من أفراد وجماعات ليصدعوا رؤوسنا بالحديث عن حرمة الإحتفال بالمولد النبوي،وعن عدم جواز هذا الإحتفال!، فقد إعتبروا هذا الأمر بدعة،علماً أنهم لم يوضحوا لنا أساساً معنى البدعة ومواضعها، حتى أنهم لم يفرقوا بين البدعة والسنة الحسنة التي اقرها سيدنا محمد، فهذه الجماعات تستند في إدعاءاتها بعدم جواز الإحتفال الى أن سيدنا محمد لم يحتفل بيوم مولده، ومنهم من يقول بأن الصحابة لم يحتفلوا بهذا اليوم كذلك، ولا التابعون، ولا تابعيهم!
بداية: يجب ان يكون معلوماً أن البدعة ما لم تأتي بأمر مخالف للنصوص الشرعيه، ولأصول الدين و السنة النبوية على الشكل الذي يؤدي الى زيادة أو نقصان في هذه الأصول حصراً، لا يُعتبر بدعه بالمفهوم السلبي والمنهي عنها، أما فيما يخص القول بأن الرسول لم يحتفل بمولده، فهذا حتى لو صح لا يعني ولا دلالة فيه على حرمة الإحتفال، أو عدم جوازه، مع التذكير بالقاعدة الفقهية (بالإتفاق)أن ترك المصطفى لفعل من الأفعال ليس دليلاً على حرمته أو عدم جوازه،،، فلم لا تعتقد هذه الجماعة أنه ربما لم يخطر ببال الرسول هذا الأمر، أو لم يشأ أن يأمر أصحابه بالإحتفال، تاركاً لهم حرية الإختيار،،، أما القول أنه لم يرد أن الصحابة والخلفاء الراشدين قد إحتفلوا بالمولد النبوي وإعتبار هذه الجماعة ذلك حكماً وحجة على الأمم، فهذا ليس من دروب العقل ولا المنطق، لأن العادات والتقاليد الإجتماعية والعُرف السائد ٱنذاك ليس بالضرورة أن يكون سائداً في عصرنا، ولطالما أن الإحتفال بالمولد النبوي لا يعتبره المسلمون عيداً موازياً أو معادلاً أو مكملاً لأعيادهم كعيد الفطر والأضحى، ولطالما أن الإحتفال بهذا اليوم لا يأتي بزيادة أو نقصان في أركان الإسلام، والإيمان ولم يأتي بزيادة أو نقصان في أي من العبادات، أو السُنن الرواتب، ولم يتسبب في أي خلل في الشرائع والأحكام والحدود، فلم كل هذه الضجة من البعض؟!!!فالمسلمون أساساً يعتبرون هذه المناسبة نشاطاً درجت العادة خلالها على الذكر وعلى تعظيم نبي الأمة، وتعظيم مكانته، لكي تبقى حية فينا وفي الأجيال، تهذب القلوب والسلوك ، والتنقيب على شمائله وصفاته، وكل ما يتعلق بسيرته العطره، إذاً اين الخلل في ذلك، وأين العيب، أو أين تكمن المخالفة الشرعية فيه؟!!!، حقيقة لا يوجد البته، ولكن ما تدعيه هذه الجماعات ما هو إلا قصور في الفهم والإدراك بالتفريق بين الأصول والسُنن، وبين البدع، وبين القيم الإجتماعية السائدة زماناً وطبيعةً.
أخيراً: نذكر بالحديث
﴿من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء....﴾خرجه مسلم في صحيحه.
تابعنا على هذه الصفحات

رأيكم مهم وهو دعم منكم لنا