المعركة الدبلوماسية…رياح التغيير
(((الجزء السادس)))
الكاتب- عبد المنعم إبراهيم
ما زالت فصول والكيان الصهيوني تتوالى,وما زال ميدانها السياسي تشتعل نيرانه,فمن ناحية ما زال الكيان الصهيوني ممثلا برئيس جكومتة الفاشية “نتنياهو”يراهن في المعركة الدبلوماسية القائمة بينة وبين القيادة الفلسطينية على محاصرة وتكبيل الموقف السياسي الفلسطيني حتى يصل مستوى التسليم بالمطالب والشروط الاسرائيلية,مستعين بذلك بحليفه الامريكي ,مع السعي الدائم لاستمالة المواقف الاوروبية,ومنع أي مساندة للموقف الفلسطيني,هذا الى جانب استغلال حالة الانقسام الحاصلة على الساحة الفلسطينية,كذريعة للهروب من دفع استحقاقات عملية السلام ومن ناحيتها ما زالت القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس”أبو مازن”,وعلى الرغم من الاثر البالغ السوء والسلبي للانقسام على الموقف السياسي الفلسطيني ,ودور حركة حماس وبعض القوى الاقليمية في تكريسة,وهزالة الدور الذي تلعبة بعض القوى الفلسطينية في فك هذا الانقسام,فقد أتثبت القيادة الفلسطينية للجميع بمزيد من الثبات بأنها قادرة على ادارة دفة هذه المعركة بحكمة وحنكة,وبما يتناسب مع المطالب والحقوق الفلسطينية التي لم ولن تسقط بالتقادم كما وأثبتت للصهاينة وللامريكان بان التسويف والمراوغة التي تتبعهما حكومة المتطرف “نتنياهو”في هذه المعركة لن يطول عمرهما ولا يمكن لهذا السلوك أن يجدي نفعا , فالقيادة الفلسطينية أثبتت بأنها قادرة على استلام زمام المبادرة مكانا وزمانا بمسؤولية وطنية واخلاقية يصعب على الصهاينة ومن هم في فلكهم من اختراقها أو انتزاعها,كما ويصعب على المتربصين,والمتعطشين للقفز على هذا الدور الوطني والاخلاقي, الطعن اوالتشكيك في هذه المواقف,ولادراك القيادة الفلسطينية بطبيعة المتغيرات الدولية,وطبيعة الحراك السياسي والتحالفات التي تتشكل في المنطقة ,وسعي الكيان الصهيوني الدأوب وسط هذا الحراك وهذه المتغيرات الى استقطابات دولية داعمة لمواقفة,ليتسنى له الخروج من مأزقة السياسي الدولي الذي سقط فيه,محاولا قطع الطريق أمام القيادة الفلسطينية من الحصول على أي مواقف دولية داعمة, سواء سياسية أم اقتصادية باحثا عن سبل ادانتها بالتهرب من عملية السلام ,الا أن حكمة القيادة الفلسطينية وحنكتها السياسية جعلتها تقلب السحر على الساحر(الكيان الصهيوني)فاستطاعت اكثر من مرة وعلى اكثر من صعيد كشف زيف ما تدعية الحكومة الصهيونية المتطرفة,وقطعت الطريق أمام محاولاتها الخروج من مأزقها السياسي الدولي الذي وقعت فيه ,حيث تجلى ذلك بموافقة القيادة الفلسطينية على اعادة دوران عجلة المفاوضات التي اصر الجانب الفلسطيني المدعوم عربيا على ان تكون غير مباشرة ولمدة لا تزيد عن اربعة اشهر يتم خلالها اختبار الولايات المتحدة الامريكية ,بين الجانب الفلسطيني والجانب الاسرائيلي,بعد انقطاع دام لاكثر من سنة ونصف بسبب التعنت الاسرائيلي والتهرب من دفع استحقاقات عملية السلام والامعان في الاستيطان ياتي من قناعة الجانب الفلسطيني بان المعركة السياسية هي معركة مفتوحة فهي لا تتوقف بشكل اعتباطي ,ولا تعود عجلتها للدوران دون حسابات مدروسة بعيدا عن الحقوق الفلسطيني,بل تتوقف وتعود للاستمرار حسب الحاجة والمصلحة الوطنية الفلسطينية,فقرار القيادة الفلسطينية بقبول المفاوضات غير المباشرة جاء بدعم واسناد عربي,وبموافقة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية,ومركزية حركة فتح,
وعن الية المفاوضات غير المباشرة ستكون بسقف زمني لا يتجاوز الاربعة شهور
يتم خلالها بحث قضايا,الامن والحدود كبداية اذا نجحت ستنتقل القيادة الفلسطينية الى
المفاوضات المباشرة مع الاسرائيليين
الحدود والامن ستكون باكورة المفاوضات غير المباشرة بين القيادة الفلسطينية
والجانب الاسرائيلي برعاية امريكية ومباركة اوروبية عربية وهي من وجهة نظر الاسرائيلية
قضية امنية بحتة ,الا ان القيادة الفلسطينية تراها قضية حدودية تنهي الاحتلال ,
يبدو الموقف بين الفلسطينيين والاسرائيليين مفاوضات متجددة مع كل حكومة
اسرائيللية متجددة رغم ما تظهرة الادارة الامريكية من حزم وحسن نية
ولقناعة وادراك القيادة الفلسطينية بطبيعة المتغيرات الدولية,وحالة الحرك
السياسي الدولي والدور الامريكي والاوروبي لهذا الحرك ودور الكيان الصهيوني بهذا الحراك بأنها ليست اللاعب الوحيد وأن هناك متغيرات في المنطقة،
وفي حال استمرارها في ممارساتها العدوانية وتعنتها فسنعيد الأمور إلى ما كانت عليه
قبل اتفاق أوسلو (1993) ومؤتمر مدريد للسلام (1991)’.
وقال إن ‘هناك تأكيداً أميركياً على مواصلة جهود إحلال السلام في المنطقة،
رغم التعنت والغطرسة الإسرائيلية التي تجاوزت كل الحدود’، لافتاً إلى ‘اتفاق المبعوث
الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشيل مع الجانب الإسرائيلي على ثلاث
نقاط، تشمل عدم البناء في ‘رامات شلومو’، وعدم إصدار تراخيص بناء تجمعات استيطانية
وعدم القيام بأية إجراءات استفزازية عند الجانبين’.
وأضاف أن ‘الجانب الفلسطيني طلب توضيحاً من واشنطن حول فهمها للإجراءات
الاستفزازية، فهل تعني في نظرها تدمير المنازل ومصادرة الأراضي وفرض العقوبات الجماعية
ومواصلة الاستيطان وإصدار القرار الإسرائيلي العسكري 1650 (الشهر الماضي) المسمى ‘منع
التسلل’ ويقضي بطرد آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية، أم أن رمي الحجر الفلسطيني
وتنظيم المسيرات السلمية يدخل في باب الأعمال الاستفزازية’.
وأشار إلى أن ‘الولايات المتحدة لم تجب بوضوح حول ذلك الموضوع، رغم أن
هناك ما يشي عن دراستها له، فيما صدرت عنها بعض التلميحات والتصريحات التي تشير إلى
عدم رضاها عن ممارسات سلطات الاحتلال’.
وقال إن هناك ‘إجماعاً عربياً فلسطينياً على أن حقبة الثالوث الإسرائيلي
المتطرف (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو و(وزير الخارجية أفيغدور) ليبرمان و(وزير الحرب
ايهود) باراك غير مهيأة لتقديم أي شيء على طريق السلام’.
ولكن ‘رغم هذه القناعات، إلا أن العرب والفلسطينيين أعطوا مهلة أربعة
أشهر كحد أقصى من أجل اختبار إرادة البيت الأبيض، حيث يعرف ميتشيل وكل المراقبين ما
قدمه الجانب الفلسطيني من أجل السلام، مثلما يدركون تماماً أن مصلحة العالم تكمن في
إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط’.
وتابع قائلاً ‘يوما بعد يوما يتأكد أن المشكلة في طريق السلام هي إسرائيل،
في ظل ممارساتها الإجرامية المتعارضة مع عملية السلام، ولا أحد يعرف ما حجم المترتبات
على العناد الإسرائيلي وممارسات جيش الاحتلال وغلاة التطرف في خلق التوتر في الضفة
الغربية’.
واستبعد زكي التوصل إلى اتفاق فلسطيني – إسرائيلي في ظل حكومة التطرف
الإسرائيلية، ‘إلا إذا كانت الإدارة الأميركية قادرة على إقناع اللوبي الصهيوني والإيباك
في الولايات المتحدة ورؤساء إسرائيل بضرورة الكف عن العبث في حياة الفلسطينيين ومقدرات
العالم في الشرق الأوسط، لما تمثله المنطقة من أهمية بالغة باعتبارها أحد أهم مراكز
الطاقة وشريان الصناعات الحديثة ومخزون النفط، فيما تعتبر إسرائيل العابث الوحيد فيها
دون مراعاة لمصالح العالم والغرب في منطقة حساسة وحيوية’.
أن ‘عدم تحقيق المصالحة مع نهاية العام الحالي سينذر بتحول فلسطين إلى
قبرص، أي شمال وجنوب، وسيخلق واقعاً جديداً تضرب فيه الحالة الفلسطينية ويعفى العالم
من الدولة، وسيطول ا
رأيكم مهم وهو دعم منكم لنا