وصف المدون

إعلان الرئيسية

 




دور الشعر في الحفاظ على " الهوية الفلسطينية "

الكاتب / عبد المنعم إبراهيم .

 ماذا تعني " الهوية الفلسطينية "

هي : الحالة التي في مكوناتها وعناصرها تجسد ما يُعرف بـ " الشخصية أو الكيانية الفلسطينية ", هذه الشخصية التي حاول المستعمر والمحتل الصهيوني طمسها وتذويبها منذ اللحظات الأولى لإحتلال الأرض في العام 1948, وهذه العناصر تتمثل في الحقوق :.

الوطنية, والتاريخية, والثقافية, والدينية ,والتراثية , والحضارية , والسياسية.

وهذه الحقوق لابد وأن تُصان وتُأمن على مستويين (وطني ودولي ) لكي لا يتم تلاشيها سواءً تحت وقع الإهمال والتراخي الداخلي, أو سرقتها أو محاولة طمسها على أيدي المتربصين والأعداء, سيما وأنه بات معلوماً بأن سرقة التراث وطمس الحضارة والهوية سمة من سمات الإستعمار, والإحتلال .

أشكال حماية هذه الحقوق (الهوية الفلسطينية) :.

1-  الطلقة "الكفاح المسلح ".

2-  السياسة والدبلوماسية .

3-  الرواية .

4-  الكتابات والمقالات والدوريات الخ ,,,.

5-  الندوات والمحاضرات .

6-  المؤتمرات الدولية ,

7-  التحركات الشعبية .

8-  الكلمة / وهنا تُصنف الكلمة لأكثر من فرع ( الشعر, الأغنية الهادفة, الأهازيج الخ ,,,)

9-   الفلكلور والذي يشكل مجموعة من العادات، والتقاليد، والمعتقدات للشعوب والمجتمعات مثل:(الأغاني والرقصات الشعبية، والقصص الشعبية ,والدبكات, والدحية, والسامر, والأزياء الشعبية, الخ  ).

10-       الفنون الشعبية بجميع أشكالها ( الرسم, النحت, المنتجات الحرفية، واللوحات، والفخار, وغيرها).

على الرغم مما سبق ذكره فإنني سوف أركز الحديث في هذا المقال على دور الشعر في حماية الهوية الفلسطينية .

بداية : يُعد الشعر شكل من أشكال المقاومة وهو وسيلة من وسائل النضال الفلسطيني للحفاظ على الهوية الفلسطينية للحيلولة دون طمسها وتهويدها, وهو كذلك رسالة أخلاقية ووطنية تهدف لإبقاء الهوية من ناحيه حاضرة وحيه في قلوب أصحابها الشاهدين عليها والذين عايشوها وما زالوا ,ومن ناحية أخرى لكي تُنقل بشكل جلي غير محرف للأجيال الناشئة التي لم تعيها بعد , لكي تنتقل راية الوطن من جيل الى جيل  , وذلك لكي يتم صونها وحمايتها ,ولضمان إستمراريتها – ( جيل يُسلم جيل ).

ما من شك في أن الشعراءِ الفلسطينيين بصرف النظر عن خلفياتهم الفكرية والحزبية أو السياسية قد أسهموا بشعرهم في خدمة القضية الفلسطينية والدفاع عنها وعن عدالتها وشرعيتها, واستطاعوا من خلال أشعارهم  حماية المشروع الوطني الفلسطيني وموروثه التاريخي والحضاري والتراثي والثقافي وذلك على صعيدين ,الصعيد الوطني , والصعيد الدولي, فعلى الصعيد الوطني من ناحية إستطاع الشعراء بأشعارهم عبر مر العقود صقل الوعي والفهم الوطني لدى الجماهير الفلسطينية ,وإستطاعوا بذلك  تشكيل  حالة وطنية – ثورية " تعبوية " لديهم , أسهمت في دفع  الجماهير  نحو الإلتفاف حول قيادته الشرعية المناضلة – المقاومة ,ودفعتهم نحو التمسك بالأرض والهوية الفلسطينية والدفاع عنها بكل بسالة وعنفوان منذ عام النكبة حتى وقتنا الراهن, والصمود أمام التحديات التي عصفت بهذه الهوية , لتصبح القصيدة الشعرية بشتى تصنيفاتها وأشكالها بمثابةِ أداة ووسيلة نضالية لا تقل في أثرها وتأثيرها عن البندقية في مرحلة الكفاح المسلح ضد الكيان الغاصب , ودور لا يقل أهمية عن  الدور الذي يلعبه  السياسي والدبلوماسي في هذا المجال , إن لم تكن مسانده له, وكذلك وسيلة اعلامية و جماهيرية تعبويه تلامس العواطف وتلهب المشاعر وتحرض الجماهير نحو الفعل النضالي ضد العدو المغتصب, ومن ناحية أخرى قد أسس الشعر موروثاً فكرياً وثقافيا ووطنياً للأجيال الناشئة والقادمة لكي تبقى هذه القضية حاضرة في أعين وعقول تلك الأجيال ,ولا تغيب عنهم في عالم الحداثة والانفتاح التي أراد خلالها العدو شطب كل هذا الإرث من الذاكرة والعقول .

أما على الصعيد الدولي : فكما إهتم الشعر والشعراء في الداخل الفلسطيني بالتعبئة الجماهيرية و خلق حالة ثورية وعنفواناً نضالياً ساعد في منح الجماهير طاقة إنتماء وصمود ثابتين ومستمرين عبر السنين امام الهجمة الصهيوني التي سعت لطمس الموروث الفلسطيني , فقد أسهم الشعراء بشعرهم  بشتى أشكاله في نقل هذا الموروث وهذه القضية الى خارج حدود الأرض الفلسطينية ليرسموا بشعرهم هذا لدى الشعوب والأحزاب والمنظمات والمؤسسات والجاليات سواء العربية ام الدولية صورة واضحة عن القضية والهوية والحقوق الفلسطينية وعن طبيعة الصراع والمعادلة الظالمة التي أنشاها هذا المحتل ,واستطاعوا بذلك نقل الهموم والمعانيات التي يلاقيها الشعب الفلسطيني  من أثر القمع والإطهاد الصهيوني , مما خلق حالة تعاطف ومساندة من قبل المحبين والداعمين للقضية الفلسطينية على هذا الصعيد, هذا بالإضافة الى نقل الصورة الحقيقية لهذه الحالة لمن هم لا يعرفون شيء عن هذه القضية ,,مما أسس لجلب تعاطف ومساندة على هذا الصعيد ,وأسهم في استمرارية وتصاعد وتوسيع رقعة هذا الدعم .

لقد إستطاع الشعراء بشعرهم حماية المشروع الوطني الفلسطيني وتراثه مشكلين به أداة نضال موازية للبندقية ,ولا تقل أهمية في نفس الوقت عن أدوات النضال الأخرى ,وبالإمكان رؤية هذا الحضور في أشعار العديد من الشعراء البارزين أمثال الشاعر – الراحل إبراهيم طوقان والراحل توفيق زياد ,والراحل محمود درويش, والشاعر الراحل سميح القاسم, والراحلعبد الرحيم محمود, والشاعر الراحل أبو عرب " وشاعر الثورة العملاق وحبيب الجماهير, الذي لا أستطيع أنا شخصيا أن أخفي إعجابي به وبأشعاره المميزة التي تُرجمت ولُحنت الى أغاني وطنية الهبت مشاعر الجماهير الفلسطينية والعربية وكل سمعها في المنافي والشتات على مدار مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة , الشاعر الذي كتب وغنى أهم أغاني الثورة الفلسطينية, والذي كتب ولحن أول أغنية لحركة فتح والثورة الفلسطينية ( بسم الله بسم الفتح- بسم الثورة الشعبية ) والتي جاءت بمناسبة إنطلاق إذاعة صوت العاصفة من القاهرة ,والتي انطلقت في مايو 1968 ,ولا ننسى كذلك أُغنيته الشهير ( طل سلاحي من جراحي يا ثورتنا طل سلاحي ) التي الهبت مشاعر الجماهير الفلسطينية ودفعتهم نحو الشوارع لترديد هذه الكلمات والسير بخطاها نحو المواجهة ,هذه الكلمات والأشعار التي رفعت معنويات مقاتلي قوات الثورة الفلسطينية وهم على جبهات القتال وفي مواقعهم,   (  إنه المرحوم الشاعر/ صلاح الدين الحسيني" أبو الصادق " الذي سطر العديد – العديد من الأشعار الثورية على مدار مسيرة حياته الثورية ,وغيرهم الكثير من الشعراء الوطنيين ,ولا تزال الأم الفلسطينية  مستمره في إنجاب أمثال هؤلاء الشعراء ,وما زالت الحركة الشعرية منذ عقود مضت من الصراع مستمرة في تجسيد الهوية الفلسطينية وحمايتها من محاولات الطمس والتهويد الصهيوني.

وهنا سوف أرصد بعض أسماء قصائد شعرية لكبار الشعراء والتي جسدت الحالة الفلسطينية الثورية والتعوبية .

1- صلاح الدين الحسيني " أبو الصادق" .

* نشيد العاصفة * المد المد * جر المدفع فدائي * طل سلاحي* فوق التل

* ما بنتحول * مدي يا ثورتنا * يا شعب كبرت ثورتي .

2- محمود درويش – حيث كان واحداً من أبرز شعراء فلسطين ,ولم يقتصر تأثير قصائده على الجماهير داخل الوطن فحسب, بل حلقت خارج فضاء هذا الوطن ,واصبحت منهاجاً يدرس في جامعات عديدة خارج حدوده .

* حاصـر حصارك ,,, لا مفـر * عابرون في كلام عابر* قصيدة جبين وغضب * أحن الى خبز أمي*وطن * .

3 –الشاعر إبراهيم محمد صالح "أبو عرب".

من سجن عكا، العيد، الشهيد، دلعونا، يا بلادي، يا موج البحر، هدي يا بحر هدي، يا ظريف الطول زور بلادنا، أغاني العتابا والمواويل .

4- الشاعر أحمد دحبور .

* اشهد يا عالم * عوفر والمسكوبية * يا شعبي يا عود الند * والله لأزرعك بالدار * يا بنت قولي لأمك * غزة والضفة, وغيرها الكثير .

5- سميح القاسم .

* قصيدة الغضب * منتصب القامة أمشي * تقدموا تقدموا .

تنويه : قائمة الشعراء والقصائد الشعرية الثورية تطول وكثيره جداً , حيث يصعب حصرها في هذا المقال .

خلاصة : لقد تميزت غالبية القصائد الشعرية منذ العام 1948 ,وما قبل ذلك , مروراً ببدايات الثورة الفلسطينية المعاصرة وانطلاق العمليات الفدائية, وبفترة الثمانينيات والمواجهة خلال حرب بيروت 1982 ,والانتقال فيما بعد خارج لبنان ,وبفترة دخول الانتفاضتين الشعبيتين الأولى في العام 1987" انتفاضة الحجارة  ,وفترة قيام السلطة الفلسطينية, مروراً بالانتفاضة الثانية في العام 2001 " انتفاضة الأقصى " حتى وقتنا الراهن , تميزت ببعدها الثوري والفكري والثقافي وسارت بثلاثة أبعاد: البعد الوطني – حيث التمسك بالأرض وبالهوية الفلسطينية وإشعال نار الغضب والثورة في قلوب وعقول الجماهير الفلسطينية,هذا بالإضافة الى دوره في مساندة ودعم المقاتلين الفلسطينيين ورفع هممهم خلال مراحل الإشتباك مع العدو الصهيوني, والبعد العربي- الإسلامي , حيث أسهمت هذه الأشعار في نقل الصورة والرواية الفلسطينية الى المجتمعات العربية والإسلامية ,وأستطاعت من خلال ذلك جلب مناصرين وداعمين للقضية الفلسطينية,ومنهم من إنتمى لها وثوارها فعلياً ,وفتحت باب الدعم والمساندة , والبعد الثالث : الدولي , حيث أسهمت القصائد الشعرية سواء المقروء منها , أم تلك التي لُحنت وأصبحت مسموعة كأغاني ثورية ,أسهمت في الانطلاق نحو العالم الغربي لنقل الرواية والمظلومية الفلسطينية بكافة أشكالها, وإستطاعت تسجيل إختراق في تلك المجتمعات ,مما أحدث تعاطفاً ودعماً سواء مادياً ام معنوياً مع القضية الفلسطينية  .

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

رأيكم مهم وهو دعم منكم لنا

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button