وصف المدون

إعلان الرئيسية




موجة التطبيع،،، " ما يجب فعله "

كتب / عبد المنعم إبراهيم

الأحد - 13/9/2020

باتَ واضحاً بأن حلبة الاشتباك السياسي مع الكيان الصهيوني قد توسعت رقعتها مؤخراً، وازدادت معها الحالة السياسية الراهنة تعقيداً ،سيما وأن الكيان الصهيوني وحليفه الولايات المتحدة الامريكية قد عمدوا الى فتح  جبهة(مشاغلة)جديدة مع الفلسطينيين  وقيادتهم السياسية ،وتبنوا  فلسفة تشتيت الجهود والحاق الخسائر في هذا الظرف الصعب والحساس ،حيث إجتمع فيه الحصار والضغوط السياسية الخذلان العربي ، وانتشار وباء كورونا، والانشغال به، وسرقة اموال المقاصة، وتعطل حركة الإنتاج على صعيد واحد, ذلك لترهق الفلسطينيين، وتستنزف طاقاتهم، وتحرف أنظارهم عما هم فيه من تحديات سياسية واقتصادية ،وتصدي لموجة الإستهدافات الصهيونية بحق الأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية ، وتصدي لعمليات التهويد الصهيوني الممنهجه بحق البشر والحجر, وقد فتحت هذه " المشاغلة " كذلك  جبهة  جديدة  لإلهاء الفلسطينيين عما هم فيه من جراح داخلية، حيث يسعون الى لملمة هذه الجراح، والى تمتين جبهتهم الداخلية, فقد  تبنت حكومة نتنياهو وبمساعدة امريكية استراتيجية غزو الإقليم (العمق العربي)للفلسطينيين ،في مسعى لتسجيل النقاط في هذه الجبهة، وايقاع الخسائر بالفلسطينيين ، وقد نجحوا  مبدئياً في بعض محاور - كان آخرها إتفاق التطبيع مع الإمارات قبل ايام معدوده، و(مملكة) البحرين أول أمس, كأنما حال هذان الشيطانان(أمريكا وإسرائيل ) يقول للفلسطينيين ولقيادتهم السياسية كما غزوتمونا بالشرعية الدولية في المحافل الأممية، وسجلتم فيها نقاط لصالح القضية الفلسطينية، سنغزوكم اليوم في عقر داركم- في عمقكم (العربي) وسنسجل فيه النقاط لصالح الكيان الصهيوني, والغدارة الامريكية، في ظروف عكس حالة الخذلان والتخلي عن الدور العروبي والمسؤولية الأخلاقية والدينية لهذه الدول تجاه الفلسطينيين.

لقد أرادت حكومة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية من خلفها بخلاف المردودات المادية التي سعت للحصول عليها من فتح باب التطبيع مع بعض الدولة العربية تحقيق عدة  أمور:.

الأول : يُعتبر (التطبيع)  طوق نجاة لرئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو" من جملة أزمات تعصف به , حيث سينجيه أولاً ولو مؤقتاً من الملاحقات القضائية ، وسيأمنه خلال فترة ولايته الراهنة ,هذا بالإضافة الى سعية لتقديم هذه التطبيع  للأحزاب الصهيونية  لضمان بقاء الإتلاف  الحكومي قائماً, كما وتُقدم للجمهور و للناخب الإسرائيلي خلال فترة الانتخابات القادمة لضمان فوزه.

الثاني : كما سعى نتنياهو لإستغلال ورقة التطبيع في إنقاذ نفسه, فرئيس الولايات المتحدة الأمريكية " دونالد ترامب" سعى كذلك لإستغلالها  لإنقاذ نفسه ,وفي معركتة الإنتخابية الحالية, سيما وأنه تعصف به عدة قضايا , وهو مأزوم ,ومتهم بقلة الحيلة, والفشل في إدارة أزمة وباء كورونا, وقضايا  دوليه أخرى عديده .

الثالث : لقد سعت أمريكا وإسرائيل من خلال موجة التطبيع هذه الى إحداث شرخ في العلاقة العربيه - الفلسطينية، وذلك سعياً لإضعاف الموقف الفلسطيني الصلب- الرافض لصفقة القرن الأمريكية، ولمشروع الضم الصهيوني للأراضي الفلسطينية .

الرابع  : سعي إسرائيل وحليفتها أمريكا من خلال توسيع دائرة التطبيع الى إنهاء أي حديث عن (المبادرة العربية) وإسقاطها من الأجندة العربية وحتى  في المؤسسات الدولية التي تبنتها ،هذه المبادرة التي قدمها ملك السعودية الراحل-الملك عبد الله عام 2002 في قمة بيروت، والتي تم إعتمادها عربياً ودولياً بعد ذلك كأساس لحل الصراع ،على حدود الرابع من حزيران واعتبار القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، ما يعني تسديد الضربة القاضية لفكرة حل الدولتين .

بناءاً على ما سبق ذكره ,فقد بات لزاماً على الجميع ، سواء المستوى الشعبي،أم الفصائلي الفلسطيني ،أم على صعيد المستوى الرسمي، المتمثل بالقيادة السياسية الإنتباه وزيادة الوعي، وحُسن التصرف في مثل هذه الظروف, التي تستدعي ليس الحرص  على تلقف تداعيات هذا الحدث فحسب،أو مجرد الحديث عنه في الأروقة، بل إجادة التعامل مع مخرجاته بحكمة وحنكة ،والا يتم التصرف في هذه الظروف بردات الفعل، أو الانجرار خلف العواطف, بل تقتضي هذه  الحكمة التفريق بين سلوكيات بعض الأنظمة الحاكمة المهرولة نحو التطبيع،وبين مواقف الشعوب المساندة لقضيتنا، سيما وأن أحد أهداف حكومة الكيان الصهيوني في ظل هذا الظرف التطبيعي المتنامي  إحداث" وقيعة ",وانزال الخسائر بنا ليس فقط على المستوى السياسي والدبلوماسي ,بل على المستوى الشعبي ,وعليه يمكن القول بوجوب التوافق الفلسطيني العام والإجماع على التالي:.

اولاً : الإسراع في لم الشمل الفلسطيني وإنجاز الوحدة ،وإعادة الهيبة للفلسطينيين، والاصطفاف خلف قيادة واحده وموحده , لتقوية وتصليب الموقف الفلسطيني الرسمي .

ثانياً: ضرورة أن تبحث القيادة الفلسطينية عن حلول واقعيه وناجعة في التعامل مع الدول المطبعة, وتبني أفكار  خلاقة ومناسبة للحؤول دون سقوط دول عربية أخرى في وحل التطبيع ,وذلك من خلال حملة دبلوماسية شاملة يشترك فيها جميع السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي الفلسطيني,وأعضاء ومسؤولي السفارات ,هذا بالإضافة الى الجاليات الفلسطينية في الدول العربية ,ودول المهجر والشتات .

ثالثاً: حملة إعلاميه فلسطينية منظمة, تشترك فيها كل الفضائيات والقنوات الفلسطينية والإعلاميين الفلسطينيين في الداخل والخارج ,لمخاطبة الشعوب والبرلمانات والأحزاب العربية وحتى الدولية المساندة, لمواجهة حملة التطبيع.

رابعاً : الإبتعاد نهائياً عن المساس بشعوب الدول المطبعة ,وعدم الخلط بين الشعوب والانظمة,و بين الأشخاص اللذين يؤيدون التطبيع من هذه الشعوب وبين الأخرين – الرافضين لهذه الحالة .

أخيراً : الحكاية بحسب تصوري لن تنتهي عن هذا الحد من الانزلاق نحو التطبيع, فدولة الإمارات العربية المتحدة فتحت باب التطبيع,ولحقت بها مملكة البحرين, وليس مستبعداً ان نشهد مزيداً من حملات التطبيع لاحقاً , فالسودان مرشحة لذلك,وعُمان كذلك, وربما بعض دول خليجية أخرى ,ودول في القرن الإفريقي , وعلى الجميع الإستعداد لما هو أكبر وأكثر صدمة لنا ولقضيتنا الفلسطينية, وهذا ما أتوقعه، فربما نشهد تطبيعاً سعودياً  مع الكيان الصهيوني,وانا شخصياً لا أستبعد ذلك ,، حيث أن المملكة العربية السعودية مرشحه للدخول في هذا النفق، ولكن ما قد يؤخر ذلك ليس سوى ان السعودية تنتظر ان يكتمل ويُستوفى عدد المطبعين لكي تكون حجة لها بالدخول في هذا النفق  ،وإن غدا لناظره قريب .




إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button