وصف المدون

إعلان الرئيسية

 



" خمسة أبعاد غيرت الموقف "

الكاتب وبالباحث / عبد المنعم إبراهيم

حتى وقت سابق ليس ببعيد كان قادة حركة حم,,,ا,,,س,,,يتشبثون بموقفهم  الرافض لفكرة الذهاب للإنتخابات الفلسطينية  بالتتالي ، وكانت تصر على وجوب إجراؤها بالتوازي ،هذا الموقف بتقديري كان قد عطل جهود المصالحة، والتي تم التعبير عنها في إجتماع الفصائل في بيروت قبل نحو عام ،اليوم وبعد مرور ما يقرب العام على مرحلة السكون التي عقبت اجتماع الفصائل في بيروت،تخلت حم،،،ا،،س عن موقفها،وقررت الموافقة على الانتخابات الفلسطينية  بالتتالي،، وبشكل علني من خلال رسالة رسمية وجهت للرئيس محمود عباس,وكان الرئيس والقيادة قد رحبوا بذلك,وبدأت التحركات في هذا الإتجاه  .

موقف شجاع وصائب،من الطرفين القيادة الفلسطينية وحركة حم,,,ا,,,س,,, ولكن السؤال الذي إرتأيت ان أطرحه على نفسي  ،،، يا ترى ما الذي دفع حركة حم,,,ا,,,س,,, بالعدول عن موقفها السابق وجعلها تحيي موضوع المصالحة من جديد، بعدما شعر الجميع بانه قد دفن بمجرد ولادته ؟.

بتقديري وبعيدا عن الخوض في النوايا والحزبيات فان هناك أربعة عوامل قد دفعت الحركة لفعل ذلك ، وقد تكون الحركة قد رأتها حتمية وضرورية لها ولمستقبلها ،بالمحصلة ,واي كان التفسير هي خطوة صائبة ، وبالاتجاه الصحيح بكل المقاييس .

الأول : المتغير الدولي .

لقد بدى واضحاً بٱن مرحلة الرئيس الأمريكي "ترامب "والتي أوغل خلالها في عدائيته للشعب الفلسطيني، وإعلان إنحيازه المطلق لإسرائيل  قد انتهت ،،, وان العالم مقبل خلال اقل من شهر على عهد جديد ،مع رئيس جديد"بايدن",وان هذه السياسة ستشهد تغيراً, حيث اعلن الرئيس الامريكي الفائز " بايدن "  بان سياستة ستكون مختلفة عن سياسة سلفة،وأنه سيتبنى سياسة الانفتاح على العالم،ومن المنطقي بٱن القضية الفلسطينية ستحتل مكانا من سياستة,فقد تُحيي عودة العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية الى إعادة إحياء مسار التسوية مع إسرائيل,ومن هنا رأينا تحركات القيادة الفلسطينية ,وإستعداداتها لهذه المرحلة ,وحتى لا ترى نفسها خارج دائرة المشهد السياسي الجديد , لجأت حم,,,ا,,,س,,لموضوع الإنتخابات ,وإعادة العلاقة مع قيادة السلطة الفلسطينية .

الثاني : المتغير الإقليمي .

أمس تم انهاء الخلاف الخليجي - الخليجي ، وتمت المصالحة بين السعودية ودولة قطر ،ومن غير المنطقي المرور على هذه المصالحة الخليجية دون القول بان لها تبعات على المستويات السياسية الاقليمية ,وأن لها كذلك أثر بالغ على قضيتنا ، وفي نفس الوقت لا يمكن أغفال بان هذه المقاربة من المرجح ان ينتج عنها تداعيات تمس علاقة دول الخليج مع حركة حم،،، ا ،،،س ، لا سيما قطر الداعم المميز للحركة (مخاوف تتعلق بالدعم القطري,ومخاوف تتعلق بوضعية الحركة وقياداتها الموجودة على الاراضي القطرية )،فقد يكون من خلف كواليس المصالحة الخليجية ما تخشاه الحركة, من هنا لجأت للتحرك سريعاً لحماية وتأمين نفسها .

الثالث : الموقف التركي .

بعض التسريبات,والأحاديث الصحفية  تقول بأن هناك شكل جديد في علاقة  تركيا مع إسرائيل ,قد يصل الى اعلان التطبيع العلني معها ، بشكل واضح وعلني ,في خطوه تساوقية مع موجة " التطبيع العربي "، مع العلم بأن العلاقات بين الجانبين لم تتأثر كثيراً ,وبقيت حاضره في كثير من المجالات حتى يومنا هذا ,فحديث أردوغان مؤأخراعن رغبة بلاده  في إقامة علاقات أفضل مع إسرائيل، على  الرغم من أن التعاون الاستخباراتي معها قائم ومستمر ,يدلل على ذلك , من هنا قد تكون مخاوف حركة حماس المستقبلية برزت .

هذا الحديث يُنذر بالرغبة التركية في إشهار العلاقة وتغيير الزاوية الحالية للعلاقات بين البلدين ,مما يدعو للإعتقاد بأنه قد يكون احد اثمانه الضغط على تركيا من قبل إسرائيل  لتغيير موقفها من الحركة ، وقد يصل الامر حد مطالبتها باغلاق مكاتبها،او اخراج قياداتها من هناك, او على اقل تقدير تحجيم تحركات ونشاطات الحركة وقادتها هناك ,أو شيء من هذا القبيل .

الرابع : وضع غزة في ظل الجائحة .

لا يمكن استبعاد الحال الموجود في غزة في ظل موجة الوباء والبطالة وحالة الانهيار الحاصلة من المشهد  المتغير, فالحركة هنا ليست في أحسن احوالها على المستوى السياسي , واللوجستي المتعلق بمكافحة الوباء  .

الخامس : البعد الإيراني .

في ظل موجة التصعيد الأخيرة بين طهران وواشنطن ,بالتوازي مع جولة التهديدات بين الطرفين ,والتي وصلت لاعلى مستوياتها من التحشيد العسكري ,والخطابات الاعلامية الحامية في الزمن الضائع( مغادرة ترامب ), والذي يرفع فيه ترامب وتيرة اللهجة والتحركات في أيامة الأخيرة ,ومع اتباع طهران سياسة " إنفاذ الوقت " للخروج سالمة من عهد " ترامب"هناك حتمية بان الرئيس الامريكي الجديد سيتجه نحو  تسوية الخلافات مع طهران , ما ينذر بعلاقة اشبه بالتي ارساها الرئيس السابق " اوباما" وفي المحصلة قد يكون لهذه العلاقة الجديدة اثار وتداعيات على كثير من المستويات, والتي من ضمنها علاقة طهران بـ حم,,,ما,,,س, .

أخيراً : هناك مشهد سياسي إقليمي ودولي جديد سيخرج للعلن خلال أسابيع معدوده 
,والعالم بكاملة يترقب ذلك, وجميع الدول والأطراف ذات العلاقة تهيء نفسها للوضعية 
الجديدة ,,, العالم العربي , السلطة الفلسطينية , دول الخليج, إيران , ومن المؤكد بأن 
الوضع الجديد يفرض على الجميع تهيئة الأوراق والوضعية  .

من هنا وعلى كل ما سبق ذكره جاء الموقف الجديد للحركة .

ليست هناك تعليقات

رأيكم مهم وهو دعم منكم لنا

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button