وصف المدون

إعلان الرئيسية

                      









                                                               إحذروا الشائعات

 الكاتب والباحث/ عبد المنعم إبراهيم


ماذا يقصد بالشائعات, وما هي أخطارها ؟

الشائعة أو (الإشاعة) هي سلاح مدمر يستخدم في الحروب النفسية بين الخصوم المتقاتلين لكسر الارادات وفرض الشروط ,وهي لا تشمل المجال العسكري فحسب, بل تشمل المجالات (السياسية,والاقتصادية ,والاجتماعية,والنفسية..الخ) والحروب أصبحت لا تقتصر على قوة النيران فقط ,بل على مثل هذه الإشاعات , التي هي جزء لا يتجزأ منها .

الشائعات هي معلومات وأكاذيب تقوم بترويجها جهة معينة, بشكل مدروس ومخطط له بعناية فائقة ,ومصاغة بشكل محترف من جهات مختصة , بحيث تصبح قابلة للانتشار,وهدفها التأثير في عقل الإنسان لغرض معين؛ قد يكون اجتماعيا,أو  ثقافيا, أو اقتصاديًا, أو سياسيا أو عسكريًا أو غيرة من الأهداف, وذلك من اجل تغير نظرة ومفهوم وتفكير الإنسان نحو اتجاه مغاير يقصده أو تقصده  هذه الجهة ,أو تلك التي تكون نواياها خبيثة .

الإشاعة ركنٌ أساسي في الحرب النفسية، وهي وسيلة فعالة لإحداث البلبلة في الحرب والسلم، وهي مفتاح زعزعة أمن ونظام الحكم وهز الإيمان بالوطن والقيادة , والوحدة والثبات ليسهل التغلب والسيطرة, ويسخر لتلك الإشاعات كل الوسائل والإمكانيات السمعية والبصرية, فقد ورد في كتب الحرب النفسية بأن الإشاعة أسلوب من أساليب الحرب النفسية وهي وسلية لغسل الدماغ أو لافتعال الفتن,أو لخلق الأزمات ، وهي وسيلة البلبلة الفكرية والنفسية ,ومفتاح اللعب بالعقول ثم السيطرة, وهي إحدى أهم وسائل تحقيق الأهداف. 

إن الإشاعات والأكاذيب تستخدم قبل الحرب أو أثناء القتال,تستخدم لأغراض مدنية وعسكرية, والهدف منها تحطيم معنويات المقاتلين وإثارة موجة الرعب والخوف في نفوسهم, وتصديع جبهتهم الداخلية، وزعزعة معنويات القوات ,ورجال الأمن وخلق نوع من فِقدان الثقة بينها وبين قيادتها لغرض بث روح التمرد عند المقاتلين.

أنواع الشائعات والدعاية :

* دعايات وإشاعات يستخدم فيها مكبرات الصوت،ومحطات التلفزة وموجات الراديو,والصحف الورقيه ,وخلافه من هذه الوسائل التي تستخدمها الجماهير .


* دعايات سوداء تستخدم الشعارات والكلمات الرنانة مثل الدكتاتوري- العلماني - الكفره المتعاونين ,,,الخ من هذه الشعارات .

* إشاعة الحقد وهدفها بث الكرة بين صفوف الجماهير ,والجنود ,والضباط وبين القيادات ,وأجهزة الدولة .

* إشاعة الخوف التي تستهدف إثارة القلق في نفوس السكان.

* الدعاية المضادة: تستهدف تفنيد فكر الطرف المستهدف أو أسلوبه .

* إلقاء المنشورات من الطائرات،كما فعل الكيان الصهيوني في فلسطين في كثير من المراحل ,وفي لبنان خلال حرب تموز 2006م ,وفعلها في اغلب الحروب .

الشائعة الغامضة: يروج لها ثم تختفي لتظهر من جديد عندما تتهيأ لها الظروف  .

الشائعة الهجومية والزاحفة: التي يروج لها ببطء وبطريقة سرية ,وهذا النوع خطير جداً, لذا وجبت اليقظة والحذر من هذا النوع لأنه من اخطر ما يتسل إلى القلوب والعقول .

إشاعة الأمل: يهدف فيها ناشروها إلى تكوين حقيقة مزيفة ,وذلك للفت الأنظار عن أمور أخري حاصلة غير مرضي عنها,وتلاقي رفض وامتعاض جماهيري ، وهذة إشاعة عايشنا مثلها في فلسطين  .

* الشائعات والدعاية الفكاهية أو الرسومات الكاريكاتورية.

التي تمس الحكم والنظام السياسي والاقتصادي .

مثل هذه الشائعات  لها أثرًا سيئا على النفوس ,سيما وانها تهدف إلى التغلغل في نفوس الناس عامة والمقاتلين خلال الحروب خاصة بطريقة خبيثة .ففي حرب البسوس قديما كانت البسوس مصدر الشائعات ومروجة لها في قبيلة بني تغلب فزرعت الشقاق والفراق بين المهلهل " الزير سالم " وأخيه كليب, وزرعت الفتنة بين كليب وأهل نسبه عندما قتل كليب ناقتها بعدما منعها من الرعي مع أنعامه.أيضا كالشائعات التي نشرها الأمريكان والصهيونية في الحرب على العراق, حينها وصفت بالحرب الإعلامية وسميت حرب الصحاف نسبة إلى " سعيد الصحاف " وزير الإعلام العراقي آنذاك. في حينة,بدأت الشائعات الأمريكية والصهيونية بالانتشار في أول أيام المعركة.والأمثلة على ذلك كثيرة جداً. 

ختاماً :.


لكي نحصن ونحمي أنفسنا وأهلينا من خطر هذة الشائعات،يجب أن يتتبع الإنسان مصدرها , قبل التعامل معها ,أو الحكم عليها,ويحاول الوصول إلى جذورها،ومن ثم إصدار الأحكام عليها ،لان العدو دائما يحاول خلق  رأي عام يتناسب مع أهدافه. 
يجب نشر الوعي بين الجمهور ,ورجال الأمن ,حول أخطارها وأهداف مرسليها ,وتعميق انتمائهم لمؤسستهم وزيادة الثقة بما تقدمه تلك المؤسسة من معلومات وبيانات لهم إضافة إلى زرع الثقة بالقادة والرؤساء والأجهزة ، ، يجب اختيار الأساليب المناسبة للتعامل مع كل إشاعة ونشر الوعي داخل المجتمع والأجهزة الأمنية والتنظيمات والمؤسسات ويجب تعريف الجماهير بمصدر الشائعات والجهات التي تروج لها والعمل على إبطال مفعولها وبالتالي حماية المجتمع من أثارها الخطيرة .

ليست هناك تعليقات

رأيكم مهم وهو دعم منكم لنا

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button