خطاب الرئيس " الخطوط الحمر والرسائل الموجهة "
الكاتب/ عبد المنعم إبراهيم
للوهلة الأولى قد يبدو لبعض قصيري النظر والإدراك السياسي بأن خطاب السيد الرئيس محمود عباس في الجمعية العمومية للأمم المتحدة والذي القاه عبر تقنية " الفيديو كنفرناس" وذلك بسبب جائحة كورونا, بأنه خطاب تقليدي مكرر, ولم يأتي بجديد,فهذا الكلام غير دقيق ومشوه,فلو أن اؤلئك دققوا في توقيت الخطاب ومضمونه بشكل جيد لوجدوا بأن الخطاب بداية أكد على عنصر الصمود والثبات على المواقف الفلسطينية,وهذا الأمر ليس بقليل القيمة في ميدان المواجهة والاشتباك السياسي مع أكبر قوه إحتلال في الشرق الأوسط"الكيان الصهيوني" ,وأعتى وأكبر دولة مهيمنة في العالم" الولايات المتحدة الأمريكية", حيث مارس وما زال " الثنائي" المذكور كل وسائل الضغط والترهيب والابتزاز على القيادة الفلسطينية لثنيها عن مواقفها الصلبه ,والرافضة للمشاريع التصفويه التي ارادوا تمريرها,ولم تسمح القيادة بجعلها اداة في يد ترامب ونتنياهو لتمرير لعبة الانتخابات القادمة لكلاهما , في الوقت الذي يتبارى بعض العربان على تمرير ذلك .
لقد حمل الخطاب في مضمونة العديد من الرسائل السياسية القوية التي وجهها الرئيس في زمن لم يتعدى "عشرة دقائق" للعديد من الأطراف والجهات ,(فلسطينياً- إسرائيلياً – عربياً وإقليمياً - دولياً) .
· * الرسالة الفلسطينية الأولى
جاءت للتأكيد على أن الجبهة الفلسطينية متينة ,وموحدة وان الأمور سائره باتجاه
انتخابات عامة قريباً, وكأنما الرئيس يقول : لا تلعبوا على هذا الوتر(الإنقسام)هذا
بخلاف التاكيد على أن فلسطين دولة المؤسسات ,والتعددية ,والتداول السلمي ,وتتبنى
المنهج الديمقراطي في ذلك
· * رسالة للإسرائيليين ,, بأنه وبالرغم من سطوتهم وقمعهم وإجراءاتهم
التهويديه لن ينالوا من عزيمة شعبنا وقيادتنا ,وأن هذه القيادة لن تركع ولن تستسلم
امام هذا الظلم والجبروت,وأنها سائره دون توقف نحو الخطوات السياسية والدبلوماسية
في جميع المحافل.
· * رسالة للعرب والإقليم/ تعيد التأكيد على إستقلاليه القرار
الفلسطيني,وأنه من المحظورات التدخل في الشأن الفلسطيني, وأن هذه القيادة وهذا
الشعب لم يفوضوا أحد بالحديث نيابة عنهم بما يخص القضية الفلسطينية, وأن م – ت- ف
هي: الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني ,وهنا قد جاءت هذه العبارات كرد على اولئك
الذين تفوهوا كذباً بانهم حريصيون على
مستقبل القضية الفلسطينية ,والمقصود هنا / الذين هرولوا نحو التطبيع ,أو من هم في
نيه الذهاب بهذا الاتجاه .
· * الرسالة الأخرى / جاءت لتؤكد مجدداً للإدارة " ترامب" ورغم كل ما تفعله من حصار وقطع للمعونات وممارسة الضغوط على القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بأنها لم ولن تقبل أي" القيادة الفلسطينية "بالتفرد الأمريكي في قضية السلام وتسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي ,وذلك بسبب إنحيازها المطلق للجانب الإسرائيلي على حساب الحق الفلسطيني.
·* رسالة " المجتمع الدولي " وهي باعتقادي رسالة مهمة جدا ,أكد
الرئيس من خلالها على أننا كشعب فلسطيني محبي للسلام والتعايش السلمي ,وأن القيادة
والشعب يسعون لنيل حقوقهم بالطرق السلمية ,وقد دعا الرئيس في هذا الجانب لعقد
مؤتمر دولي للسلام تحضره جميع الأطراف المعنية ( مجلس الأمن والأمم المتحدة ,
والإتحاد الاوروبي, والرباعية الدوليه, وجميع المعنيين بهذا الشأن , مؤكداً في هذا
الشأن على عدم قبول تفرد الولايات المتحدة الامريكية بهذا الجانب .
· ملاحظة: أين هم أولئك الذين صدعوا رؤوسنا بحديثهم المتكرر بأنهم
سيكونون جسوراً ,وقرابيناً للمصالحة
الفلسطينية, وأنهم على استعداد لتقديم كل ما هو ممكن في سبيل ذلك,,, للأسف
خطاباتهم وأحاديثهم الإعلامية الأخير أثبتت زيف وكذب كل ما قالوا سابقاً ,,, فقد
شككوا في لقاء المصالحة في تركيا ,,, وروجوا لقضية المحاور , وشككوا في كل ما جاء
على لسان الرئيس في كلمته,وأخضعوها للتحليلات المزاجيه والمصلحيه !!!
رأيكم مهم وهو دعم منكم لنا